الاثنين، 13 فبراير 2012

يسار رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال«يس قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر الله له اقرؤوها على موتاكم»([





عن سيدنا معقل بن يسار رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال«يس قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر الله له اقرؤوها على موتاكم»([1]).

والمراد من (موتاكم) أي الميتين حقيقة وليس المحتضرين وقال الشوكاني والمحب الطبري في شرح موتاكم الواردة في الحديث اللفظ نص في الأموات وتناوله للمحتضرين مجاز فلا يصار إليه إلا لقرينة([2]).

وحيث لا توجد قرينة تصرف ظاهر اللفظ عن حقيقته إلى المجاز فلا يصار إلى المجاز أي لتفسير كلمة (موتاكم) الواردة في الحديث بالمحتضرين لعدم القرينة الصارفة ويبقى معنى موتاكم الميتين حقيقة ومعلوم لدينا ان الأموات إنما هم أحياء في قبورهم يسمعون قراءتنا ودعاءنا وقد مر معنا التفصيل في هذا في باب التوسل والاستغاثة في بداية فصل التوسل بالأموات (المنتقلين ) فليراجع هناك.

عن عبدالرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه قال لي أبي اللجلاج : (يا بني إذا أنا مت فالحد لي لحدا فإن وضعتني في لحدي فقل: بسم الله وعلى ملة رسول الله ثم سن التراب علي سنا ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ذلك)([3]).

وقال البعض: إن هذا الحديث مرسل وإننا لو سلمنا أنه مرسل فجمهور الفقهاء والأصوليين نصوا على الاستدلال بالحديث المرسل.

قال ابن كثير في كتابه الباعث الحثيث: قال ابن الصلاح والاحتجاج بالمرسل مذهب مالك وأبي حنيفة وأصحابهما قلت: أي ابن كثير- وهو محكي عن الإمام أحمد بن حنبل في رواية «الباعث الحثيث مصطلح الحديث ص 48.

وقولهم مرسل: مردود لأن الحديث متصل وهذا سنده: قال الطبراني : حدثني الحسين بن إسحاق التستري ثنا علي بن حجر ثنا مبشر بن إسماعيل حدثني عبدالرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أ بيه قال أبي اللجلاج أبو خالد ( يا بني إذا أنا مت... الحديث)([4]).

واخرج الحافظ السيوطي وأبو القاسم في قواعده (من دخل المقبرة فقرأ الفاتحة وألهاكم التكاثر وقل هو الله أحد ثم قال: إني جعلت ثواب ما قرأته من كلامك لأهل القبور من المؤمنين والمؤمنات كانوا شفعاء له يوم القيامة).

وعن سيدنا ابن عمر رضي الله عنه (يستحب أن يقرأ على القبر بعد الدفن أول سورة البقرة وخاتمتها)([5]).

وعن سيدنا أبي الدرداء وأبي ذر رضي الله عنهما : ( ما من ميت يموت فتقرأ عنده يس إلا هون الله عليه)([6]).

وعن أبي الشعثاء صاحب ابن عباس: أنه يستحب قراءة سورة الرعد وأن ذلك يخفف عن الميت وفيه عن الشعبي قال: كانت الأنصار يستحبون أن تقرأ عند الميت سورة البقرة([7]).

وعن الإمام أحمد قال: حدثنا ابن المغيرة حدثنا صفوان قال: كانت المشيخة يقولون: إذا قرئت أي يس عن الميت خفف عنه بها([8]).
مذهب السادة الشافعية:

قال الحافظ السيوطي في شرح الصدور ما نصه: باب قراءة القرآن للميت أو على القبر اختلف في وصول ثواب القرآن للميت فجمهور السلف والأئمة الثلاثة قالوا بالوصول وخالف ذلك إمامنا الشافعي مستدلا بقوله تعالى ﴿وأن ليس للإنسان إلا ما سعى﴾ ثم أقر ذلك لقوله رحمه الله تعالى ... وأما القراءة على القبر فجزم بمشروعيتها أصحابنا وغيرهم قال الزعفراني: سألت الشافعي رحمه الله تعالى عن القراءة عند القبر؟ فقال: لا بأس بها قال الإمام النووي في كتابه رياض الصالحين (باب الدعاء للميت بعد دفنه):

قال الشافعي رحمه الله: ويستحب أن يقرأ عنده شيء من القرآن وإن ختموا القرآن عنده كان حسنا([9])

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق